فَصْل فـي اللـعَانِ
مَنْ قَذَفَ بِالزِّنَا زَوْجَتَهُ العَفِـيفَةَ ، وَكُلٌّ صَلُـحَ شَاهِداً ، أوْ نَفَـى وَلَدَهَا وطَالَبَتْ بِهِ : لاَعَنَ.
يَبْدَأُ الزَّوْجُ فَـيَقُولُ أرْبَعاً أشْهَدُ بالله أَنّـي صَادِقٌ فِـيمَا رَمَيْتُهَا بِهِ مِنَ الزِّنَا ، أو نَفْـي الوَلَدِ ، وَفِـي الـخَامِسَةِ : لَعْنَةُ الله عَلَـيْهِ إنْ كَانَ كَاذِباً فِـيمَا رَمَيْتُهَا بِهِ مِنَ الزِّنَا. ثُمَّ تَقُولُ أرْبَعاً : أشْهَدُ بالله إِنّه كَاذِبٌ فِـيمَا رَمَانِـي بِهِ ، وَفِـي الـخَامِسَةِ : غَضَبُ الله عَلَـيْهَا إنْ كَانَ صَادِقاً فِـيمَا رَمَانِـي بِهِ.
ثُمَّ يُفَرِّقُ القَاضِي بَـيْنَهُمَا. فَتَبِـينُ بِطَلْقَةٍ ويَنْفِـي نَسَبَ الوَلَدِ عَنْهُ. وإنْ أبَى عَنِ اللّعَانِ حُبِسَ حتّـى يُلاَعِنَ أوْ يُكَذِّب نَفْسَهُ. وَإنْ أَبَتْ حُبِسَتْ حَتَّـى تُلاَعِنَ أوْ تُصَدِّقهُ.
وإنْ كَانَ عَبْداً أوْ كَافِراً أوْ كَانَ مَـحْدُوداً فِـي قَذْفٍ ، حُدَّ الزَّوْجُ. وَإنْ صَلُـحَ وَهِي أَمَةٌ ، أَوْ كَافِرَةٌ ، أوْ مَـحْدُودَةٌ فـي قَذْفٍ ، أوْ صَبِـيَّةٌ ، أَوْ مَـجْنْونَةٌ ، أوْ زَانِـيَةٌ فَلاَ حَدّ عَلَـيْهِ وَلاَ لِعَانَ.
وَالـمُتَلاَعِنَانِ لاَ يَجْتَمِعَانِ أَبَداً وَإنْ أَكْذَبَ نَفْسَهُ حُدَّ ، وَحَلّ للزّوْجِ نِكَاحُهَا. وَكَذَا إنْ قَذَفَ غَيْرَهَا فَحُدَّ ، أوْ زَنَتْ فَحُدَّتْ. وَلاَ لِعَانَ بِقَذْفِ الأَخْرَسِ ، وَنَفَـي الـحَمْلِ ، وَبِـ : زَنَـيْتِ ، ووَ هَذَا الـحَمْلُ مِنْهُ ، تَلاَعَنَا ، وَلَـمْ يَنْتَفِ الـحَمْلُ.
وَمَنْ نَفَـى الوَلَدَ زَمَانَ التهنئة ، أو زمان شراء آلَةِ الوِلاَدَةِ صَحَّ ، وبَعْدَهُ لاَ يَصِحُّ ، وَلاَعَنَ فِـيهِمَا.
وَإنْ نَفَـى أوّلَ التَّوْأَمَيْنِ وَأَقَرَّ بِالآخَرِ حُدَّ ، وَفِـي عَكْسِهِ لاَعَنَ ، وَيَثْبُتُ نَسَبَهُمَا فِـيهِمَا.