القَتْلُ العَمْدُ : ضَرْبٌ قَصْداً بِمَا يُفَرِّقُ الأَجْزَاءَ ، كَنَارٍ ومُـحَدَّدٍ ، وَلَوْ
مِنْ خَشَبٍ. وَبِهِ يَأْثَمُ ، وَيَجِبُ القَوَدَ.
وَشِبْهُ العَمْدِ : ضَرْبٌ قَصْداً بِغَيْرِ مَا ذُكِرَ. وَفِـيهِ الإِثْمُ وَالكَفَّارَةُ ، وَدِيَةٌ مُغَلَّظَةٌ عَلَـى العَاقِلَة.
وَهُوَ فِـيمَا دُونَ النَّفْسِ عَمْدٌ ، وفـي الـخَطَأ ، فِعْلاً أَوْ قَصْداً ، كَرَمْيِهِ غَرَضاً فَأَصَابَ آدَمِيّاً ، أَوْ رَمْيِهِ مُسْلِـمَاً ظَنَّهُ صَيْداً ، أوْ حَرْبِـيّاً ، وَمَـا جَرَى مَـجْرَاهُ ، كَالنَّائِمِ سَقَطَ عَلَـى آخَرَ فَمَاتَ : كَفَّارَةٌ وَدِيَةٌ عَلَـيْهَا.
وفـي القَتْل بِسَبَبٍ. كَحَفْرِ بِئْرٍ وَنَـحْوِهِ دِيَةٌ عَلَـيْهَا. وَلاَ إِرْثَ لِقَاتِلٍ إِلاّ هُنَا. ونُقْصَانُ الصَّبـيَ والأُنوثةِ ، وَ الرِّقِّ ، وَ الـجُنُونِ ، وَ العَمَى ، وَ الزَّمَانَةِ ، وَ كَفْرِ الذِّمِيّ ، وَ الأَطْرَافِ ، هَدْرٌ فـي القَوَدِ.
وَلاَ يُقَادُ بِمَـمْلَوكِهِ ـ وَلَوْ مُشْتَرَكاً ـ وَ بِالْوَلَدِ وعَبْدِهِ ،
وَمُكَاتَبٍ لَهُ وَفَاءٌ ، وَوَارِثٌ ، وَسِيِّدٌ.
وَيَسْقُطُ دِيَةٌ وَقَوَدٌ وَرِثَهُ عَلَـى أَبِـيهِ. وَلاَ يُقَادُ إِلاّ بِسَيْفٍ.
وَيَسْتَوْفِـي الكَبِـيرُ قَبْلَ كِبَرِ الصَّغِيرِ قَوَداً لهُمَا. وفـي قَتْلِ مُسْلِـمٍ مُسْلِـماً ظَنَّهُ مُشْرِكاً عِنْدَ الْتِقَاءِ الصَّفَّـيْنِ ، الكَفَّارَةُ وَالدِّيَةُ.
وَفـي مَوْتِ بِفِعْلِ نَفْسِهِ وزَيْدٍ وسَبُعٍ وحَيَّةٍ : ثُلْثُ الدِّيَةِ عَلَـى زَيْدٍ.
وَلاَ شَيءَ بِقَتْلِ مُكلَّفٍ شَهَرَ سَيْفاً عَلَـى مُسْلِـمٍ أَوْ عصاً ، إِلاّ نَهَاراً فـي مِصْرٍ.
وَالدِّيَةُ فـي مَالِهِ فـي غَيْرِ مُكَلَّفٍ ، وَالقِـيمَةُ فـي قَتْلِ جَمَلٍ صَالَ عَلَـيْهِ.
وَيَجِبُ القَوَدُ فِـيمَا دُونَ النَّفْسِ إنْ أمْكَنَ الـمُـمَاثَلَةُ : كَقَطْعِ الـيَدِ مِنَ الـمَفْصِلِ ، وَ الرِّجْلِ ، وَ مَارِنِ الأَنْفِ ، وَ الأُذُن ، وَكُلِّ شَجَّةٍ يَمْكِنُ فـيها الـمُـمَاثَلَةُ ، وَعَيْنٍ قَائِمَةٍ ذَهَبَ ضَوْؤُها.
فَـيُجْعَلُ عَلَـى وَجْهِهِ قُطْنٌ رَطْبٌ ، وَتُقَابَلُ عَيْنُهُ بِمِرْآةٍ مُـحَمَاةٍ ، لاَ إنْ قُلِعَتْ ، وَ فِـي عَظْمٍ
إِلاَّ السِّنَّ ، فَتُقْلَعُ إنْ قُلِعَتْ ، وَتُبْرَدُ إِنْ كُسِرَتْ.
وَلاَ قَوَدَ بَـيْنَ رَجُلٍ وَامْرَأَةٍ ، وَ حُرَ وَعَبدٍ ، وَ عَبْدَيْنِ ، وَ فـي الـجائِفَةِ ، وَ اللِّسَانِ ، وَ فـي الذَّكَرِ ، إلاّ مِنَ الـحَشَفَةِ.
وَخُيِّرَ الـمَـجْنِـيُّ عَلَـيْهِ إِنْ كَانَتْ يَدُ القَاطِعِ نَاقِصَةً ،
أَو الشَّجَّةُ تَسْتَوْعِبُ مَا بَـيْنَ قَرْنِـي الـمَشْجُوجِ ، لاَ الشَّاجِ.
وَيَسْقُطُ القَوَدُ بِمَوْتِ القَاتِلِ ، وَ بِعَفْوِ وَلِـيَ وَصُلْـحِهِ ، وَلِلْبَاقِـي حِصَّتُهُ مِنَ الدِّيَةِ.
وَيُقْتَلُ جَمْعٌ بِفَرْدٍ
وَبِالعَكْسِ. فَإِنْ حَضَرَ وَلِـيٌّ وَاحِدٌ قُتِلَ وَسَقَطَ حَقُّ البَاقِـينَ ، وَلاَ تُقْطَعُ يَدَانِ بِـيَدٍ. وَيُقَادُ عَبْدٌ أَقَرَّ بِقَوَدٍ.
وَمَنْ رَمَى رَجُلاً عَمْداً ، فَنَفَذَ ، فَمَاتَا يُقْتَصُّ للأَوَّلِ ، وَعَلَـى عَاقِلَتِهِ الدِّيَةُ لِلثَّانِـي.
وَمَنْ قُطِعَ فَعَفَا عَنْ قَطْعِهِ ، فَمَاتَ مِنْهُ ضَمِنَ قَاطِعُهُ دِيَتَهُ.
وَلَوْ عَفَـى عِنِ الـجِنَايَةِ ، فَهُوَ عَفْوٌ عَنِ النَّفْسِ ، فَالـخَطَأُ مِنْ ثُلُثِ مَالِهِ ، وَالعَمْدُ مِنْ كُلِّهِ.
وَالقَوَدُ يَثْبُتُ بَدْأً لِلوَرَثَةِ لاَ إرْثاً ، فَلاَ يَصِيرُ أَحَدُهُمْ خَصْماً عَنِ البَقِـيَّةِ. فَلَوْ أَقَامَ حُجَّةً بِقَتْلِ أَبِـيهِ غَائِباً أَخُوهُ ، فَحَضَرَ ، فَفِـي العَمْدِ يُعِيدُهَا ، وفـي الـخَطَأِ والدَّيْنِ لاَ.
وَالعِبْرَةُ بِحَالِ الرَّمْيِّ لا الوُصُولِ ، فَتَـجِبُ الدِّيَةُ عَلَـى مَنْ رَمَى مُسْلِـماً فَارْتَدَّ فَوَصَلَ.